حواشي الهداية-الحاشية: 36
قال رحمه الله: معجزة من معاجز محمد. انتهى. ص 13 – س 20.
بيان: سميت بذلك للعجز عن الإتيان بمثلها وهي لغة: بفتح الجيم وكسرها، مفعلة من العجز: عدم القدرة.(1) وعجَزَ عن الشَّيءِ: ضعُف ولم يقدر عليه.(2) واصطلاحاً: الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي المتعذر على الخلق الإتيان بمثله.(3)
واعتبار خرق العادة لعدم كونه معجزا لو لم يكن كذلك, والمطابقة للدلالة على الصدق إذ مع عدم المطابقة لا دلالة عليه, والقرن بالتحدي لإخراج الإرهاص والكرامة فكل منهما غير مقرون به كما أن الارهاص يسبق دعوى النبوة, والتعذر لأنه لو كان في متناول الجميع لم يعلم أنه من فعله تعالى فلا يدل على صدق صاحبه وفي خرق العادة دلالة عليه. وإضافة الخرق إلى العادة ينبه بأن المعجز يجري وفق قوانين العلية المحكمة في عالم الإمكان فالمعجز على خلاف نواميسه عادة لا عقلا وكل ما في الأمر أن البشر لم يعتادوا عليه من تعذره للجهل بأسبابه.
أسد الله بن حسين الرجا
———————-
1- لسان العرب – ابن منظور – ج 5 – ص 369.
2- راجع معجم المعاني.
3- راجع النكت الاعتقادية – الشيخ المفيد – ص 35. والنافع يوم الحشر – الفاضل السيوري – ص 95.