حواشي الهداية-الحاشية: 32
قال رحمه الله: ولخديجة المرأة الطبية العظيمة الموقف العظيم في نشر الإسلام ودعم القوى التي من أجل الدين وإعلاء كلمته حيث بذلت أموالها الطائلة والتي كانت سيفا بتارا للشرك والكفر أوقف كل الجهود المناوئة والمؤامرات على النبي صلى الله عليه وآله والإسلام. انتهى. ص 13 – س 3 إلى 7.
بيان: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي(1) بن كِلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النَّضر – وهو قريش – بن كنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إلياس مُضَر بن نزار بن مَعدّ بن عدنان.(2) زوج النبي صلى الله عليه وآله وأم الزهراء عليه السلام عظيمة القدر من أفضل النساء وأكملهن فعن النبي صلى الله عليه وآله: أفضل نساء الجنة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.(3) وعنه صلى الله عليه وآله: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع ، آسيه بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.(4)
وهل كانت عذراء حين تزوجها النبي صلى الله عليه وآله أم لا ؟ كلام واختصاره بما قال في المناقب: قالوا: كانت عند عتيق بن عائذ المخزومي، ثم عند أبي هالة زرارة بن نباش الأسدي، وروى أحمد البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما والمرتضى في الشافي وأبو جعفر في التخليص أن النبي صلى الله عليه وآله: تزوج بها وكانت عذراء، يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة. انتهى.(5)
وفي عمرها حين تزوجها النبي صلى الله عليه وآله خلاف في المنقول : ففي البداية فعن البيهقي عن الحاكم: أنه كان عمر سول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين وقيل خمساً وعشرين سنة. انتهى.(6) وفي المستدرك عن ابن اسحاق : وكان لها يوم تزوجها ثمان وعشرون سنة. انتهى.(7) وفي الاستيعاب: قال الزهري: كانت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة. وقال أبو بكر بن عثمان وغيره: كان يومئذ ابن ثلاثين سنة. قالوا: وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة. انتهى.(8) وفي السيرة الحلبية : تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يومئذ بنت أربعين سنة قال وقيل خمس وأربعين سنة وقيل ثلاثين وقيل ثمان وعشرين وقيل خمس وثلاثين وقيل خمس وعشرين. انتهى.(9) وفي الاستيعاب: وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر الأسود بعد ذلك بعشر سنين وذاك سنة ثلاث وثلاثين قال أبو عرم رضي الله عنه لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمستا وأربعين سنة. انتهى.(10)
وقوى جمع قوة.(11) و البذل: ضد المنع. بذله يبذله ويبذله بذلا: أعطاه وجاد به. وكل من طابت نفسه بإعطاء شيء فهو باذل له.(12) وأموال طائلة كثيرة ضخمة.(13) وقد اجتمعت لخديجة عليها السلام ثروة عظيمة وضعتها تحت تصرف النبي صلى الله عليه وآله وروي أنه كان يفك في مالها الغارم والعاني، ويحمل الكل، ويعطي في النائبة، ويرفد فقراء أصحابه إذ كان بمكة، و يحمل من أراد منهم الهجرة.(14)
وروي عنه صلى الله عليه وآله ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة.(15)
ونقل في البحار: وكان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواشي حتى قيل: إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان، وكان لها في كل ناحية تجارة، وفي كل بلد مال، مثل مصر والحبشة وغيرها. انتهى.(16) وفي المنتهى: يروى أن ثمانين ألفا من الأبل كانت تستخدم في أعمالها التجارية والثروة تنمو يوما بعد يوم واسمها يعلو و يشتهر ويرتفع فوق سقف منزلها سرادق من الحرير الأخضر يشد بأطناب من الإبريسم وهو الحرير. انتهى.(17) وفي الشجرة: كان لخديجة مال كثير وحسن وجمال، ومن جملة مالها من أواني الذهب مئة طشت، ومن الفضة مثلها ومئة إبريق من ذهب، ومن العبيد والجواري مئة وستون، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله قيل: كان لها ثمانون الف من الإبل بل كانت تؤجر وتكري من بلد إلى بل فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله صلى الله عليه وآله في كساء واحد لم يكن لها غيرها. انتهى.(18)
والبتر القطع وبتّار وصف للمبالغة على وزن فعّال وسيف بتّار صارم قاطع والجمع بواتر قال أبو تمام:
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
وجهود مناوئة: معادية. ومؤامرات جمع مؤامرة وهي المكيدة لإيقاع الضرر. وفي المعاني: المؤامرة: مكيدة للقيام بعملٍ معادٍ إزاء حكم أو بلد أو شخص، ما يدبره أشخاص خفية ويصممون على تنفيذه ضد شخص أو مؤسّسة أو أمن دولة. وفيه أيضاً تآمروا عليه: اشتركوا في إيقاع الضَّرر به. انتهى.(19)
أسد الله بن حسين الرجا
———————
1- منتهى الآمال – الشيخ عباس القمي – ج 1 – ص 71.
2- مروج الذهب – المسعودي – ج 1 – ص 5.
3- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 8 – ص 178.
4- ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 3 – ص 2746.
5- مناقب آل أبي طالب – ابن شهرآشوب – ج 1 – ص 138.
6- البداية والنهاية – ابن كثير – ج 2 – ص 295.
7- المستدرك – الحاكم النيسابوري – ج 3 – ص 182
8- الاستيعاب في معرفة الأصحاب – ابن عبد البر – ج 1 – ص 35.
9- السيرة الحلبية – الحلبي – ج 1 – ص 229.
10- الاستيعاب في معرفة الأصحاب – ابن عبد البر – ج 1 – ص 35.
11- راجع معجم المعاني.
12- لسان العرب – ابن منظور – ج 11 – ص 50.
13- راجع معجم المعاني.
14- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 19 – ص 63.
15- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 19 – ص 63.
16- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 16 – ص 22.
17- منتهى الآمال – عباس القمي – ج 1 – ص 71.
18- شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري – ج 2 – ص 233.
19- راجع معجم المعاني.