تاريخحواشي كتاب الهداية والتربية الإيمانية

حواشي الهداية-الحاشية: 30

قال رحمه الله: ووصل علي عليه السلام بركب الفواطم إلى المدينة واستقبله النبي صلى الله عليه وآله عند قباء. انتهى. ص 12 – س 10.

بيان: ركب الشيء علاه(1) وركب الدابة يركب ركوباً: علا عليها.(2) وكل من على شيئا فقد ركبه. (3)

والفواطم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة بن أسد بن هاشم عليها السلام وفاطمة بين الزبير بن عبد الطلب وفاطمة بن حمزة بن عبد المطلب.

قال في الأعيان: وخرج علي بالفواطم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب وزاد بعضهم فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله ص وأبو واقد الليثي. انتهى.(4)

وفي البحار: قال أبو عبيدة : قال أبي وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام كتابا يأمره فيه بالمسير إليه ، وقلة التلوم ، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي فلما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله تهيأ للخروج والهجرة ،فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين فأمرهم أن يستللوا ويتخففوا – إذا ملا الليل بطن كل واد ـ إلى ذي طوى(5) وخرج علي عليه السلام بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب ، وقد قيل : هي ضباعة ، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأبوه واقد رسول رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم ، فقال علي عليه السلام ارفق بالنسوة أبا واقد! إنهن من الضعائف ، قال : إني أخاف أن يدركنا الطالب ـ أو قال : الطلب ـ فقال علي عليه السلام : أربع عليك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : يا علي إنهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه ، ثم جعل يعني عليا صلى الله عليه وآله يسوق بهن سوقا رفيقا وهو يرتجز ويقول :

ليس إلا الله فارفع ظنكا يكفيك رب الناس ما أهمكا

وسار فلما شارف ضجنان أدركه الطلب سبع فوارس من قريش مستلئمين وثامنهم مولى الحارث بن امية يدعى جناحا ، فأقبل علي عليه السلام على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم فقال لهما : أنيخا الابل واعقلا ها ، وتقدم حتى أنزل النسوة ، ودنا القوم فاستقبلهم علي عليه السلام منتضيا سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا : ظننت أنك يا غدار ناج بالنسوة ، ارجع لا أبا لك ، قال : فإن لم أفعل؟ قالوا : لترجعن راغما ، أو لنرجعن بأكبرك سعرا وأهون بك من هالك ، ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها فحال علي عله السلام بينهم وبينها ، فأهوى له جناح بسيفه ، فراغ علي عليه السلام عن ضربته ، وتختله علي عليه السلام فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيا فيه حتى مس كاثبة فرسه ، فكان علي عليه السلام يشد على قدمه شد الفرس ، أو الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول:

خلوا سبيل الجاهد المجاهد آليت(6) لا أعبد غير الواحد

فتصدع القوم عنه ، فقالوا له : اغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب ، قال : فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله بيثرب ، فمن سره أن افري لحمه واهريق دمه فليتبعني ، أو فليدن مني ، ثم أقبل على صاحبيه : أيمن وأبي واقد فقال لهما : أطلقا مطاياكما ، ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان. انتهى.(7)

وقُباء قرية إلى الجنوب من المدينة المنورة يجري فيها وادي رانوناء كانت من قبل قرية مستقلة على طريق القوافل القادمة من مكة ثم امتد العمران إليها فاتصلت ببقية أنحاء المدينة وفي هذه القرية بني مسجد قباء وهو أول مسجد في الإسلام.

قال في معجم البلدان: هي قرية على ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة بها أثر بنيان كثير وهناك مسجد التقوى عامر قدّامه رصيف وفضاء حسن وآبار ومياه عذبة وبها مسجد الضرار يتطوع العوامّ بهدمه، كذا قال البشاري، قال أحمد بن يحيى بن جابر: كان المتقدّمون في الهجرة من أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ومن نزلوا عليه من الأنصار بنوا بقباء مسجدا يصلون فيه الصلاة سنة الى البيت المقدّس، فلما هاجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وورد قباء صلى بهم فيه، وأهل قباء يقولون هو المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، وقيل إنه مسجد رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وقد وسع مسجد قباء وكبّر بعد. انتهى.(8)

أسد الله بن حسين الرجا

———————–
1- راجع معجم المعاني.
2- لسان العرب – ابن منظور – ج 1 – ص 428.
3- لسان العرب – ابن منظور – ج 1 – ص 428.
4- أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 1 – ص 376.
5- ذو طوى مثلثة الطاء وينون: موضع قرب مكة.
6- أي حلفت.
7- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 19 – ص 66.
8- معجم البلدان – ياقوت الحموي – ج 4 – ج 302.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى