حواشي الهداية-الحاشية: 22
قال رحمه الله: وكان يعبد الله على الحنيفية الحقة. انتهى. ص 10 – س 2.
بيان: حَنَفَ عن الشيء حَنَفَ حَنْفًا: مال.(1) والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم عليه السلام.(2) والحنيف المسلم, وقيل سمي بذلك لميله وعدوله عن الشرك والكفر إلى التوحيد. والحنيفية ملة الإسلام التي كان عليها إبراهيم والأنبياء عليهم السلام وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله باتباعها بقوله: (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).(3)وعن عمر بن أذينة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (حنفاء لله غير مشركين به)(4) ما الحنيفية قال هي الفطرة التي فطر الناس عليها فطر الله الخلق على معرفته. انتهى.(5)وعن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العرب لم يزالوا على شئ من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت ويقولون: اتقوا مال اليتيم فإن مال اليتيم عقال ويكفون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة… انتهى.(6) والعقال الحبل الذي يعقل به البعير.(7)
وفي تعبد النبي صلى الله عليه وآله بها ٲو بغيرها قبل البعثة أقوال:
الأول: عليها بآية الاتباع وبما روى الصدوق في كتاب فضائل الشيعة بإسناده عن محمد القبطي عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال بعد ذكر إبراهيم عليه السلام: (وديني دينه ، وسنتي سنته ، وفضله فضلي وأنا أفضل منه ، وفضلي له فضل ، تصديق قول ربي : (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم). انتهى(8) وغير ذلك.
والثاني: أنه كان يتعبد بالإسلام الذي جاء به فيما بعد، إلا ٲنه لم يؤمر بتبليغه حتى بلغ الأربعين.
والثالث: أنه لم يكن متعبداً بشريعة من تقدمه ولكن وافقت شريعته شريعة إبراهيم عليه السلام , فلذلك قال تعالى: ( فاتبعوا ملة ابراهيم )(9) والا فالله تعالى هو الذي أوحاها إليه وأوجبها عليه فكانت شريعة له.
أسد الله بن حسين الرجا
——————–
1- راجع معجم المعاني.
2- – نهاية في غريب الحديث و الأثر – ابن الأثير – ج 1 – ص 451.
3- آل عمران : 95.
4- الحج : 31.
5- المحاسن – البرقي – ج 1 – ص 241.
6- الكافي – الشيخ الكليني – ج 4 – ص 212.
7- راجع معجم المعاني.
8- بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 23 – ص 154.
9- آل عمران : 95.