تاريخ

س ج … الشيخ الطبرسي وسارق الأكفان

السؤال: هل من الصحيح ما ينقله البعض بأن الشيخ الطبرسي رحمه الله دفن وهو حي ثم أخرجه سارق للأكفان حياً من قبره؟

الجواب: بسمه تعالى هذه القضية مما نقله الأفندي في رياضه بلسان الشهرة المضافة إلى الموالف والمخالفة قال رحمه الله : و من عجيب الأمر بل من غريب كراماته – قدس اللّه روحه القدوسي- ما اشتهر بين الخاص و العام أنّه رحمه اللّه قد أصابته السكتة، فظنّوا به الوفاة، فغسّلوه و كفنوه و دفنوه ثمّ رجعوا، فأفاق في القبر و قد صار عاجزا عن الخروج أو الاستعانة بأحد لخروجه، فنذر في تلك الحالة بأنّ اللّه إن خلّصه من هذه البلية ألّف كتابا في تفسير القرآن، فاتّفق انّ بعض النبّاشين قد قصد نبش قبره لأجل أخذ كفنه، فلمّا نبش قبره و شرع في نزع كفنه أخذ قدّس سرّه بيد النبّاش، فتحيّر النبّاش و خاف خوفا عظيما، ثمّ تكلّم قدّس سرّه معه، فزاد اضطراب النبّاش و خوفه، فقال له: لا تخف أنا حيّ و قد أصابني السكتة فظنّوا بي الموت و لذلك دفنوني، ثمّ قام من قبره و اطمأن قلب النبّاش، و لم يكن قدّس سرّه قادرا على المشي لغاية ضعفه التمس من النبّاش أن يحمله على ظهره و يبلغه إلى بيته، فحمله و جاء به إلى بيته، ثمّ أعطاه الخلعة و أولاه مالا جزيلا، و أناب النباش على يده ببركته عن فعله ذلك القبيح و حسن حال النبّاش، ثمّ إنّه قدّس سرّه بعد ذلك قد وفى بنذره و شرع في تأليف كتاب «مجمع البيان» إلى أن وفّقه اللّه‌ تعالى لإتمامه. رياض العلماء: ج ٤ – ص ٣٥٧ – ٣٥٨

و في هامشها : قد ينسب هذا إلى المولى فتح اللّه الكاشاني صاحب التفسير الكبير الفارسي و قبره بهمدان، و هذه الحكاية سمعت من أهالي همدان في حقّه وفي روضات الأصبهاني أيضاً ذكر هذه النسبة. راجع روضات الجنات – ج ٥ – ص ٢٦٢.

وقد شكّك بعض العلماء في صحة هذه القضية من جهة عدم ذكرها في ديباجة المجمع إذ ليست من بسائط الأمور ومحقرها ليمر عليها حبر جليل كأمين الإسلام رحمه الله دون ذكر وبيان وليس ذلك مما يمنع فقد يقال بأنه قضية التواضع والإعراض عن الفخار بخط الكرامة وكيف كان فإن هذه القضية من الممكنات المنقولة بجري على الألسن فيحتمل فيها الوقوع وعدمه ومرد الأمر إلى علمه تعالى ومن علّم.

أسد الله بن حسين الرجا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى