مشاركة كلاميّة في تماميّة دلالة كلمة التّوحيد.
فائدة: قد يستشكل في أصل دلالة كلمة التّوحيد ـ لا إله إلّا اللّه ـ عليه بنسبتي الإثبات و الثّبوت وقوعاً ووجوداً للإله في الأوّل وامتناعاً ومحالاً لغيره في الثّاني فإنّ لا فيها نافية للجنس وهي تفتقر في تراكب ما يحسن السّكوت عليه أعني الجملة المفيدة إلى اسم وخبر و اسمها إله فما الخبر؟
إنّه مقدّر بكلمة ممكن أو موجود وعلى التّقديرين إشكال إذ بتقدير ممكن يكون المعنى لا إله ممكن إلا الله ولازمه ثبوت الإمكان دون الوقوع ـ أعني الوجود ـ و لا ملازمة بين الإمكان والوقوع فكلّ واقع ممكن أو واجب أو كليهما بلحاظين اثنين وليس كل ممكن واقع كما لا يخفى وفي فرض تقدير موجود يكون المعنى لا إله موجود إلا الله و لازمه ثبوت الوجود له دون غيره من سنخة في وجوب الوجود في الوجود لا أنّه ممتنع مستحيل ولا يخفى أنّ النّافع المطلوب من هذه الكلمة إثبات الوجود للإله و ونفي غيره امتناعاً ذاتيّاً.
وردّه ممكن بتقدير صفة للإله محذوفة وهو مذكور الكفاية والتّقدير عليه لا إله واجب الوجود موجود إلّا الله فالإله الّذي هو واجب الوجود لم يوجد منه إلّا الله فغيره مستحيل لزوماً إذ لولا استحالته لوجد حتماً لفرض كونه واجب الوجود فتمّ المراد ودمتم في سداد.