حواشي الهداية-الحاشية:40

قال رحمه الله : فبرز المسلمون القوة المسيطرة والمشركون القوة التي ولى عزها. انتهى. ص 14 – س 8 و9.
بيان: برز: ظهر وخرج. وكل ما ظهر بعد خفاء قفد برز.(1) وبرز الرجل إذا ظهر بعد الخفاء.(2) ومنه يقال برز الرجل إذا فاق على أصحابه، وكذلك الفرس إذا سبق.(3) من ظهور المرجح . وبرز له: خرج إليه يقاتله.(4) وأبرز الكتاب: أخرجه، فهو مبروز.(5) والسيطرة التحكم والضبط.(6) وولّى عنه أعرض وابتعد.(7) والعز خلاف الذل وهو في الأصل القوة والشدة والرفعة والامتناع يقال عز فلان إذا اشتد وقوي بعد ذلة فصار عزيزا. وفي الأمثال: من عز بز أي غلب وسلب. قال العسكري في جمهرة الأمثال: من عز بز أي من غلب سلب، وقيل: إن المثل لعبيد بن الأبرص، وقد ذكرناه. وقيل: هو لجابر بن رألان، وذلك أن المنذر بن ماء السماء لقيه في يوم بؤسه مع صاحبين له، فقال لهم: اقترعوا، فاقترعوا، فقرعهما جابر، فخلى سبيله، وأمر بقتل صاحبيه، فقال جابر: من عز بز. وعز: غلب، وفي القرآن: (وعزني في الخطاب)(8) أي غلبني، والمعنى أن الغنيمة لمن غلب. انتهى.(9)
وماء السماء كما في الصحاح وخزانة الأدب: لقب أم المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر اللخمي، وهي ابنة عوف بن جشم بن النمر بن قاسط. وسميت بذلك لجمالها. وقيل لولدها: بنو ماء السماء، وهم ملوك العراق.
قال زهير بن جناب:
ولازمت الملوك من آل نصر * وبعدهم بنى ماء السماء
انتهى.(10)
والحاصل ولى عزهم أي ذهب فلا غز لهم. كيف لا وقد قتل ذؤبانهم وفر شجعانهم وجزت الرؤوس نسوانهم قال في الحلبية: ناحت قريش على قتلاهم شهرا وجز النساء شعورهن وكن يأتين بفرس الرجل أو راحلته وتستر بالستور وينحن حولها ويخرجن إلى الأزقة. انتهى.(11)
أسد الله بن حسين الرجا
———————–
1- لسان العرب – ابن منظور – ج ٥ – ص ٣١٠.
2- تاج العروس – الزبيدي – ج ٨ – ص ٩.
3- لسان العرب – ابن منظور – ج ٥ – ص ٣١٠.
4- راجع معجم المعاني.
5- تاج العروس – الزبيدي – ج ٨ – ص ٩.
6- راجع معجم المعني.
7- راجع معجم المعاني.
8- ص: 23.
9- جمهرة الأمثال – أبو هلال العسكري – ج 2 – ص 129.
10- الصحاح – الجوهري – ج ٦ – ص ٢٢٥١. خزانة الأدب – البغدادي – ج ٤ – ص ٣٣٦.
11- السيرة الحلبية – الحلبي – ج ٢ – ص ٤٤٥.