حواشي الهداية-الحاشية: 38
قال رحمه الله: ولم تكن تلك الحرب متكافئة فقد كان المسلمون أقل عددا وعدة من المشركين وكان المشركون يفوقونهم عدة وعددا. انتهى. ص 14 – س 1 و 2.
المكافئ: بضم الميم وكسر الفاء من الكفيء وهو النظير(1) وكل شيء ساوى شيئًا حتى يكون مثله فهو مكافئ له.(2) قال في اللسان: الكفء: النظير والمساوي. ومنه الكفاءة في النكاح وهو أن يكون الزوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها وغير ذلك. وتكافأ الشيئان: تماثلا. انتهى(3) وقال في التاج: التكافؤ: الاستواء وتكافأ الشيئان: تماثلا، ككافأ، وفي الحديث المسلمون تتكافأ دماؤهم قال أبو عبيد: يريد تتساوى في الديات والقصاص، فليس لشريف على وضيع فضل في ذلك. انتهى.(4) وعُدَّةُ الجيش عتاده وآلته الحربية(5) والعتاد كل ما يهيئ من سلاح ودواب وغيره للحرب. (6)
وفي عدد المسلمين في بدر كان صلى الله عليه وآله في ثلاثمائة وثلاثة عشر(7) كما هو المشهور عند ابن اسحاق وجماعة من أهل المغازي(8) وروي أنهم ثلاثمائة وبضعة عشر بزيادة مبهمة وروي تسعة عشر و سبعة عشر و خمسة عشر و وقيل عن ابن إسحاق أربعة عشر وقيل ستة و قيل خمسة.
قال ابن حجر في الفتح: في رواية زهير وإسرائيل وسفيان انهم كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر لكن الزيادة على العشر مبهمة وقد سبق في الباب قبله أن في حديث عمر عند مسلم أنها تسعة عشر لكن أخرجه أبو عوانة وابن حبان بإسناد مسلم بلفظ بضعة عشر وللبزار من حديث أبي موسى ثلاثمائة وسبعة عشر ولأحمد والبزار والطبراني من حديث ابن عباس كان أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي من رواية عبيدة بن عمر والسلماني أحد كبار التابعين ومنهم من وصله بذكر على وهذا هو المشهور عند ابن إسحاق وجماعة من أهل المغازي ويقال عن ابن إسحاق وأربعة عشر وروى سعيد بن منصور من مرسل أبي اليمان عامر الهوزني ووصله الطبراني والبيهقي من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقال لأصحابه تعادوا فوجدهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا ثم قال لهم تعادوا فتعادوا مرتين فأقبل رجل على بكر له ضعيف وهم يتعادون فتمت العدة ثلاثمائة وخمسة عشر وروى البيهقي أيضا بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ومعه ثلاثمائة وخمسة عشر … روى أبو داود بإسناد صحيح عنه قال كنت أمنح الماء لأصحابي يوم بدر وإذا تحرر هذا الجمع فليعلم أن الجميع لم يشهدوا القتال وإنما شهده منهم ثلاثمائة وخمسة أو ستة كما أخرجه ابن جرير وسيأتي من حديث أنس أن ابن عمته حارثة ابن سراقة خرج نظارا وهو غلام يوم بدر فأصابه سهم فقتل وعند ابن جرير من حديث ابن عباس أن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وستة رجال وقد بين ذلك ابن سعد فقال أنهم كانوا ثلاثمائة وخمسة. انتهى.(9)
و في عدد المشركين يومها روى ابن هشام عنه صلى الله عليه وآله : القوم فيما بين التسعمائة والألف. انتهى.(10) وفي المختصر عن مسلم من حديث عكرمة عن سماك عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب أنهم ألف. انتهى.(11) وفي البداية عن قتادة أنهم كانوا تسعمائة وخمسين رجلا: انتهى.(12) وفيها: وفي حديث عمر المتقدم أنهم كانوا زيادة على الألف. انتهى.(13)
وقد لاحظ في الأعيان في غزوات النبي صلى الله عليه وآله الحربية المهمة ثبوت نسبة الثلث في عدد المسلمين قياسا إلى المشركين قال رحمه الله : ويلاحظ أن غزوات النبي صلى الله عليه وآله المهمة التي وقع فيها حرب وهي بدر واحد والخندق وخيبر وحنين كان المسلمون فيها على نحو الثلث من المشركين ففي بدر كان المشركون 950 والمسلمون 313 وفي أحد كان المشركون 3000 والمسلمون 700 وفي الخندق كان المشركون عشرة آلاف والمسلمون 3000 وفي خيبر كان المسلمون 1400 واليهود لم يذكر المؤرخون عددهم لكن الاعتبار يدل على أنهم كانوا كثيرين لكثرة حصونهم في خيبر مع من خرج إليهم من بني النضير وفي حنين كان المشركون ثلاثين ألفا والمسلمون اثني عشر ألفا وفي الجميع كان النصر للمسلمين حتى في أحد لأن انهزامهم أخيرا كان من مخالفة أمر النبي ص وفي الجميع كان النصر بجهاد علي وثباته. انتهى.(14)
وفي عدة الجيشين فرق معلوم قال في الرحيق في عدة المسلمين: فلم يكن معهم إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وفرس للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيراً. انتهى.(15)بل في الإرشاد نقل الشيخ المفيد رحمه الله بسنده عن حارث بن مضرب قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: لقد حضرنا بدرا وما فينا فارس غير المقداد بن الأسود. انتهى(16) وفي فتح الباري في عدة المشركين: وكان معهم سبعمائة بعير ومائة فرس. انتهى.(17)
أسد الله بن حسين الرجا
———————-
1- راجع معجم المعاني.
2- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي – الفيومي – ج 1 – ص 537.
3- لسان العرب – ابن منظور – ج ١ – ص ١٣٩.
4- تاج العروس – الزبيدي – ج ١ – ص ٢٣٥.
5- راجع معجم المعاني.
6- راجع معجم المعاني.
7- راجع أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج ١ – ص ٢٨٢.
8- فتح الباري – ابن حجر – ج ٧ – الصفحة ٢٢٧
9- فتح الباري – ابن حجر – ج ٧ – الصفحة ٢٢٧.
10- السيرة النبوية – ابن هشام الحميري – ج ٢ – ص ٤٤٩.
11- المختصر الكبير في سيرة النبي محمد(ص) – عبد العزيز ابن جماعة الكناني – ج 1 . ص 95.
12- البداية والنهاية – ابن كثير – ج 3 – ص 366.
13- البداية والنهاية – ابن كثير – ج 3 – ص 366.
14- أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج ١ – ص ٢٨٢.
15- الرحيق المختوم – صفي الرحمن المباركفوري – 145.
16ـ الإرشاد – الشيخ المفيد – ج ١ – ص ٧٣.
17ـ فتح الباري – ابن حجر – ج ٧ – ص ٢٢٧.