حواشي الهداية-الحاشية: 29
قال رحمه الله: وأقام النبي صلى الله عليه وآله في الغار ثلاثة أيام وبعدها تعوجه إلى المدينة. انتهى. ص 12 – س 5.
بيان: غار ثور غار في جبل ثور الواقع إلى الجنوب من مكة وسُمي الغار باسم ثور بن عبد مناف، لأنه ولد عنده، فقيل جبل ثور، ويسمى أيضاً أطحل ويقال أيضاً إنه سمي بذلك لأنه يشبه ثوراً مستقبلاً الجنوب والغار عبارة عن صخرة مجوفة في أعلى الجبل تخفى به النبي صلی الله عليه وآله عن المشركين أثناء هجرته إلى المدينة المنورة في ليلة المبيت وقد شهد هذا الغار حادثة نسج العنكبوت وتبيض زوج من الحمام على مدخله حفاظا على النبي صلی الله عليه وآله من أذى المشركين الذين تعقّبوا أثره إلى مدخله.
وعن الزهري في المجمع: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو بكر الغار، أرسل الله زوجا من حمام، حتى باضا في أسفل الثقب، والعنكبوت حتى تنسج بيتا، فلما جاء سراقة بن مالك في طلبهما، فرأى بيض الحمام، وبيت العنكبوت، قال: لو دخله أحد لانكسر البيض، وتفسخ بيت العنكبوت، فانصرف. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم أعم أبصارهم فعميت أبصارهم عن دخوله، وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار، وقال أبو بكر لو نظروا إلى أقدامهم لرأونا. وروى علي بن إبراهيم بن هاشم قال: كان رجل من خزاعة فيهم، يقال له أبو كرز، فما زال يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى وقف بهم باب الغار، فقال لهم: هذه قدم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هي والله أخت القدم التي في المقام، وقال: هذه قدم أبي قحافة، أو ابنه وقال: ما جازوا هذا المكان، إما أن يكونوا قد صعدوا في السماء، أو دخلوا في الأرض. وجاء فارس من الملائكة في صورة الإنس، فوقف على باب الغار، ونزل رجل من قريش، فبال على باب الغار، فقال أبو بكر: قد أبصرونا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لو أبصرونا ما استقبلونا بعوراتهم. انتهى.(1)
أسد اله بن حسين الرجا
——————–
1- تفسير مجمع البيان – الشيخ الطبرسي – ج 5 – ص 75.