حواشي الهداية -الحاشية: 12
قوله رحمه الله: كانت مكة قد تعرضت لجدب شديد وقحط مريع أجحف بالناس وبذوي المروءة. انتهى. ص 8 – س 7.
بيان: الجدب: المحل نقيض الخصب. وفي حديث الاستسقاء: هلكت المواشي وأجدبت البلاد، أي قحطت.(1) وجَدَبَ المكان جدبا: يبس لاحتباس الماء عنه.(2) وتجدّبن الأرض: لم يصبها مطر فمحلت.(3) والقحط: احتباس المطر(4) والجدب لأنه(5) من أثره.(6)(7)
وفي اللسان مريع مفزع ,راعني الأمر يروعني روعا أي أفزعني . قال فيه: وفي حديث الدعاء: اللهم آمن روعاتي، هي جمع روعة وهي المرة الواحدة من الروع الفزع. ومنه حديث علي، رضي الله عنه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعثه ليدي قوما قتلهم خالد بن الوليد فأعطاهم ميلغة الكلب ثم أعطاهم بروعة الخيل، يريد أن الخيل راعت نساءهم وصبيانهم فأعطاهم شيئا لما أصابهم من هذه الروعة. وقولهم في المثل: أفرخ روعه أي ذهب فزعه وانكشف وسكن. قال أبو عبيد: أفرخ روعك، تفسيره ليذهب رعبك وفزعك فإن الأمر ليس على ما تحاذر. انتهى.(8)
وأجحف به ذهب به , و جُحْفُة موضع بين مكة والمدينة وهي ميقات أهل الشام وكان اسمها مهيعة فأجحف السيل بأهلها فسميت جحفة.(9) وأجحف بخصمه اشتدّ في الإضرار به , وأجحف بهم فلان كلفهم ما لا يطيقون , وأجحف بهم الدهر استأْصلهم , وأَجْحَفَ بهم الفقرُ أَذهب أَموالهم.(10)
وذوو المروءة أصحابها وهي عن أمير المؤمنين عليه السلام اسم جامع لسائر الفضائل والمحاسن.(11) وعن سيدنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لرجل من ثقيف -: يا أخا ثقيف! ما المروءة فيكم؟ قال: يا رسول الله الإنصاف والإصلاح، قال: وكذلك هي فينا.(12) وفي معناها الكثير من المروي يرجع بالجملة لما ذكر بدوا عن الأمير عليه السلام.
أسد الله بن حسين الرجا
———————
1- لسان العرب – ابن منظور – ج 1 – ص 254.
2- المعجم الوسيط – مجموعة من المؤلفين – مادة جَدَبَ – ص 109.
3- محيط المحيط – المعلم بطرس البستاني – مادة جَدَبَ – ص 94.
4- لسان العرب – ابن منظور – ج 7 – ص 374.
5- أي الجدب.
6- – أي القحط.
7- لسان العرب – ابن منظور – ج 7 – ص 374.
8- لسان العرب – ابن منظور – ج 8 – ص 135.
9- مختار الصحاح – الرازي اللغوي – مادة جحف.
10- راجع معجم المعاني.
11- ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 4 – ص 2878.
12- ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 4 – ص 2878.