فلسفة

العقل الجمعي

العقل الجمعي ظاهرة نفسية يفترض فيها الفرد أن تصرفات الجماعة في حالة معينة تعكس سلوكا صحيحا وأن الجماعة بما هي كذلك مشرب أساسي لأفكار الفرد بما هو فرد ويتجلى تأثير العقل الجمعي وفاعليته السلبية على الفرد في خصوص الحالات التي تفقد الفرد قدرته على تحديد السلوك المناسب والأفكار الصحيحة لافتراض كون الجماعة أكثر معرفة منه في تلك الحالات أو بسبب وصول الفرد إلى حالة من الخمول الفكري  وذلك نتاج اتكاله المتكرر والمتكثر على الأغيار في تحديد الفكر والسلوك الصحيحين وهذا الخمول سالب لقدرة الفرد الفكرية فينعكس ذلك على مفاعلته بصورة ضعف في مهاراته السلوكية لذا يشهد حالة من شح الحلول الفكرية لما يواجهه من مشاكل دون الرجوع إلى الجماعة.
هذا وتظهر سطوة أثر الجماعة على الفرد في قابلية الانصياع إلى قرارات وسلوكيات جماعية معينة بغض النظر عن صوابها أو خطئها في ظاهرة تسمى عمليا بسلوك القطيع وهذا الجمع العقلي المسمى بالعقل الجمعي شكل من أشكال الانصياع والإذعان وفي الحقيقة هو انقهار فكري وسلوكي فردي لفقدان الفرد في الأعم الأغلب  قدرته على اتخاذ مواقف فكرية ومفاعلات سلوكية دون ملاحظة الجماعة.
وباختصار العقل الجمعي مكبل للفرد فكرا وسلوكا والخروج من قيوده أشبه ما يكون بولادة جديدة.
 ولكن ما سيق من كلام لا يعني كمون الحل بانسلاخ الفرد عن الجماعة فكرا وسلوكا والاعتماد على الذات بالجملة فالكثير من أفكار وسلوكيات الجماعة في غاية الصحة وإنكار ذلك مكابرة لا طائل منها.
نعم الحل كل الحل ـ ناهيك عن الاعتماد على مهارات الفرد الفكرية ـ يكمن في مران العقل على النظر في أفكار وسلوكيات الجماعة بحدة وشدة وعدم قبول وتلبس شيء من تلك الأفكار والسلوكيات دون دقيق النظر ليميز الخبيث من الطيب والله العال.
أسد الله بن حسين الرجا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى