فلسفة

بطلان التسلسل

مشاركة في بطلان التسلسل

المراد  بالتسلسل ترتب أمور غير متناهية كوجود سلسلة لا متناهية من العلل والمعاليل يتوقف لاحقها على سابقها مثل أن يتوقف وجود زيد على وجود أبيه و وجود أبيه على وجود جده و وجود جده على وجود أبي جده وهكذا إلى ما لا نهاية.

وبطلان التسلسل ظاهر متين لعدة براهين منها برهان التطبيق وحاصله: هو أنا إذا فرضنا سلسلة لا نهاية لها في طرف القدم و اقتطعنا منها سلسلة أخرى أنقص منها بجزء مثلا كأن نضع اليد على معلول حادث هذا اليوم كولادة زيد ثم وضعنا اليد على حادث أقدم واقع في نفس تلك السلسلة كولادة أبيه فهاهنا سلسلتان إحداهما تبدأ من ولادة زيد والأخرى تبدأ من ولادة أبيه مع وضوح أن السلسلة التي تبدأ من ولادة الأب أنقص من السلسلة التي تبدأ من ولادة زيد لكونها جزء منها والجزء أصغر من كله ثم شرعنا بعد ذلك في تطبيق أجزاء إحداهما على أجزاء الأخرى فولادة زيد من السلسلة الأزيد بإزاء ولادة أبيه من السلسلة الأنقص وولادة أبي زيد من السلسلة الأزيد بإزاء ولادة أبيه من السلسلة الأنقص وهكذا فان لم تكن السلسلة التي تبدأ من ولادة أبي زيد متناهية في طرف القدم ووقع بإزاء كل جزء من الزائدة جزء منها لزم تساوي الزائد والناقص أي تساوي الكل وجزئه وهو محال فالعقل يلزمنا حينها بالقول بوجود جزء من الزائدة لا يكون بإزائه جزء من الناقصة لكي لا يتساوى الكل وجزؤه فانقطعت الناقصة ومن ثم يلزم تناهي الزائدة أيضا لكونها تزيد على الناقصة بمقدار متناه وهو ذلك الجزء الزائد و الزائدة على المتناهي بمقدار متناه متناه.

أسد الله بن حسين الرجا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى